کد مطلب:239605 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

الشائعات الکاذبة
و كان بالاضافة الی ما تقدم یحاول ترویج شائعات كاذبة، من شأنها أن تنفر الناس من العلویین عامة، و من الامام (ع)، و سائر الأئمة علیهم السلام خاصة..

فهذا أبوالصلت یسأل الامام (ع)، فیقول : « یا ابن رسول الله، ما شی ء یحكیه الناس عنكم ؟! ..

قال (ع) : ما هو ؟!

قال : یقولون : انكم تدعون : أن الناس لكم عبید !! .

قال (ع) : یا عبدالسلام، اذا كان الناس كلهم عبیدنا - علی ما حكوه - فمن نبیعهم ؟! » الخ [1] .



[ صفحه 374]



و نری أنه (ع) یقول - و عنده جماعة من بنی هاشم، فیهم اسحاق ابن عیسی العباسی - : « یا اسحاق، بلغنی أن الناس یقولون : انا نزعم : أن الناس عبید لنا. لا .. و قرابتی من رسول الله ما قلته قط، و لا سمعته من آبائی قاله، و لا بلغنی عن أحد من آبائی قاله الخ .. » . و قد تقدمت هذه الروایة فی فصل : خطة الامام ..

كما أن هشام بن ابراهیم العباسی، الذی وضعه الفضل بن سهل لیراقب الرضا (ع) ، و یضیق علیه، كان یشیع عن الرضا (ع) : أنه أحل له الغناء، فلما سئل (ع) عن ذلك قال : « كذب الزندیق الخ» [2] .

بهذه الشائعات الكاذبة، و امثالها أراد المأمون الحط من كرامة الامام و تضعیف مركزه، و زعزعة ثقة الناس به، و بالعلویین بصورة عامة ..

و لكن كما یقولون : حبل الكذب قصیر ؛ اذ أن أقوال الامام (ع) و أفعاله و جمیع جهات سلوكه، سواء قبل تولیته للعهد أو بعدها .. كانت تناقض هذه الشائعات، و تدحضها [3] الأمر الذی كان من شأنه



[ صفحه 375]



أن یصیر شكوك الناس، و ظنونهم فی المأمون نفسه؛ فلم یر بدا من أن یضرب عن هذا الاسلوب صفحا، و یتجه الی غیره بتخیل أنه أجدی و أكثر نفعا و أقل ضررا !! ..

و بقی فی كنانته سهم أخیر، كان یحسب أنه سوف یصیب الهدف، و یحقق الغایة، التی هی تشویه سمعة الامام (ع)، و الحط من كرامته .. ألا و هو :


[1] مسند الامام الرضا ج 1 قسم 1 ص 45، و البحار ج 49 ص 170، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 184.

[2] رجال المامقاني ج 3 ص 291، و قاموس الرجال ج 9 ص 309، و وسائل الشيعة ج 12 ص 227، و مسند الامام الرضا ج 2 ص 452، عن رجال الكشي ص 422 . و البحار ج 49 ص 263، عن قرب الاسناد ص 198 .

و كان هشام بن ابراهيم هذا جريئا علي المأمون ؛ لأنه هو الذي رباه، و شخص الي خراسان في فتنة ابراهيم بن المهدي، راجع الأغاني ط ساسي ج 9 ص 31. و يسمي : العباسي مع أنه لم يكن عباسيا : اما لأن المأمون ولاه تربية ولده العباس، أو لأنه ألف كتابا في امامة العباس نص علي ذلك الكشي ط النجف ص 223 و غيره.

[3] و كيف يمكن أن نصدق مثل هذا الذي لا يقره العقل، و لا يقبل به القرآن، علي الامام الذي كان يتخذ لنفسه أسلم، و أروع منهج، ألا و هو منهج القرآن، حتي انه عندما أنكر رؤية النبي لله تعالي، و استدل علي ذلك بالآيات، و قال له أبوقرة : فتكذب بالروايات ؟! قال الامام عليه السلام : اذا كانت مخالفة للقرآن كذبتها، و ما أجمع المسلمون عليه : أنه لا يحاط به علما، و لا تدركه الابصار، و ليس كمثله شي ء .. راجع : تفسير البرهان طبعة حجرية ص 1058 ،1057 . نقلا عن الكافي .. و مثل ذلك كثير لا مجال لاستقصائه.